تميزت تونس على مرّ العصور بتعدد الحضارات التي تعاقبت عليها. إذ تعد تونس من الدول التي تزخر بموروث ثقافي وحضاري غنيّ ومميز.
تضمّ تونس 9 مواقع ثقافية أثرية مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي لأهميتها التاريخية والثقافية وهي:
- الموقع الأثري بقرطاج (1979)
- المدرج الأثري بالجمّ (1979)
- مدينة تونس العتيقة (1979)
- محمية إشكل الوطنية (1980)
- مدينة كركوان البونية (1986)
- مدينة القيروان العتيقة (1988)
- مدينة سوسة العتيقة (1988)
- موقع دقة الأثري (1997)
- جزيرة جربة: شهادة على نمط إعمار في مجال ترابي جزيري (2023)
1. الموقع الأثري بقرطاج (1979)
قرطاج هي بلا منازع من أجمل المواقع حول البحر المتوسط. فتنة الخليج ذي الانعكاسات الفيروزية والمنازل البيضاء المحاطة بأشجار السرو وفي الأفق جبل بوقرنين يطل من وراء الضباب.
موقع قرطاج مسجل بقائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1979 ويستحق زيارة مطولة. تراكم الاثار في مساحة كبيرة تسمح لنا بتصور المدينة التاريخية : خزانات مياه بسعة 60 مليون لتر، حمامات رومانية ضخمة، ونمط عيش راق. بالمتحف الأثري، سنكتشف الفن والشعائر الدينية لقرطاج البونية.
تجول في أنهج المدينة واكتشف مقتطفات تاريخية: بقايا كنيسة سان سيبريان المطلة على البحر والمنازل القرطاجية بحي ماجون والموانئ البونيقية أين تربض بعض قوارب الصيادين.
2. المدرج الأثري بالجمّ (1979)
ترتفع في مدينة الجم الصغيرة الآثار المهيبة لأكبر كوليزيه في شمال افريقيا وهو عبارة عن مدرّج روماني ضخم يتسع لما يعادل 35000 مشاهد. ويجسّد هذا البناء العائد الى القرن الثالث توسع الامبراطورية الرومانية وعظمتها.
يمثل مدرج الجم شاهدا بارزا على العمارة الرومانية، ولا سيما المعالم الأثرية التي بنيت لأحداث المتفرجين، في أفريقيا. وهو مبني بالكامل من الكتل الحجرية، بدون أساسات وهو قائم بذاته.
تتكون واجهته من ثلاثة مستويات من الأروقة ذات الطراز الكورنثي أو المركب. في الداخل، حافظ النصب التذكاري على معظم البنية التحتية الداعمة للمقاعد المتدرجة. جدار المنصة والساحة والممرات تحت الأرض سليمة عمليا.
3. مدينة تونس العتيقة (1979)
مدينة تونس العتيقة أو مدينة تونس القديمة، هي الجزء العتيق من مدينة تونس وقلب العاصمة التونسية، صُنفت منذ عام 1979 ضمن لائحة مواقع التراث العالمي لليونسكو. وقد تمت المحافظة عليها بشكل مستمر من خلال ترميم أنهج كاملة وتبليط عديد المسالك.
أسواق المدينة مكسوة بقباب تتسرب منها إضاءة خافتة وهي حاشدة بالحركة ومليئة بالسلع من كل الأنواع : الأ قمشة والعطور أو المجوهرات الثمينة.
أما الأنهج السكنية، فهي متحف مصغر للطابع العمراني التونسي : جدران بيضاء وحدادة زرقاء، معابر مسقوفة وقباب من القرميد الأخضر وأبواب صفراء مؤطرة بتصاميم حجرية منحوتة…
4. محمية إشكل الوطنية (1980)
تشكّل بحيرة إشكل ومناطقها الرطبة استراحة ضرورية لمئات ملايين الطيور المهاجرة – من بطّ وأوز ولقالق ونحام زهري وغيرها من الطيور المهاجرة وقرود المكاك البربري والغزلان البربرية المهددة بالانقراض التي تأتي للحصول على الغذاء والسكن.
وتشكل الحظيرة الأثر الأخير لسلسلة من البحيرات امتدت قديماً عبر افريقيا الشمالية.
5. مدينة كركوان البونية (1986)
أُدرجت مدينة كركوان البونية، الواقعة على طرف شبه جزيرة الوطن القبلي، على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ28 نوفمبر 1986.
وتعود أقدم الشواهد الأثرية بالمدينة إلى القرن السادس قبل الميلاد؛ أما أخرها فقد حُدد بمنتصف القرن الثالث قبل الميلاد (256-255 ق. م.).
وعلى إثر تعرض المدينة للتدمير الكامل، خلال الحرب البونية الأولى، تم التخلي عنها بشكل دائم وما أُعيد بناؤها. ويُعتبر ذلك من ميزات هذا الموقع، لاعتباره يوفر لتونس، وبشكل أعمّ، للمجتمع العلمي الدولي المدينة البونية الوحيدة المحفوظة.
6. مدينة القيروان العتيقة (1988)
القيروان العتيقة، صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، عام 1988، ضمن التراث العالمي، بفضل عراقة تراثها الإسلامي، وانتشار العديد من المعالم والمباني التاريخية، التى تسطر أمجاد الحضارة العربية الإسلامية.
وتعبّر معالم القيروان عن خصوصيات معمارية جعلت منها تحفة عبقرية خلاقة من صُنع الإنسان، بفضل تخطيطها الهندسي الفريد الشبيه بمدينة بغداد الدائرية، وتقديمها شهادات فريدة من نوعها في البناء الهندسي والمعماري
7. مدينة سوسة العتيقة (1988)
مدينة سوسة القديمة، هدروماتوم الفينيقية و جوستينا الرومانية، هي مدينة تاريخية تقع في شرق تونس. تأسست المدينة كمستعمرة فينيقية في القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
بلغت المدينة ذروتها في ظل دولة الأغالبة، حيث أصبحت الميناء الرئيسي للدولة في القرن التاسع الميلادي. تم تسجيل المدينة القديمة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1988.
8. موقع دقة الأثري (1997)
يعتبر الموقع الأثري بدوﭭة من أجمل المواقع بتونس. صُنف منذ عام 1979 ضمن لائحة مواقع التراث العالمي لليونسكو. هي مدينة ملكية نوميدية قديمة، تحتوي على أجمل المباني الرومانية.
تمتد آثاره المحاطة بالزياتين على مساحة 70 هكتار تمتاز بموقع طبيعي خلاب وتضاريس متمازجه بين الهضاب المرتفعة والانحدارات الملتوية لتروي تصاميم مدينة رومانية تم ترميمها والمحافظة على معالمها.
معبد المدينة الذي يحمل في واجهته الأمامية شارة متميزة تذكر بعظمة الامبراطور أنطونين، والمسرح الأثري الذي يتسع لــ3500 متفرج وكذلك معبد ” جونان كلاستيس” المحاط بأشكال نصف دائرية أين تقام الطقوس والتراتيل القدسية للآلهة القرطاجنية تانيت.
9. جزيرة جربة: شهادة على نمط إعمار في مجال ترابي جزيري (2023)
يشهد هذا الموقع المتسلسل على نمط الاستيطان الذي نشأ على أراضي جزيرة جربة حول القرن التاسع الميلادي وسط بيئة شبه جافة وشحيحة المياه.
وكانت السمة الرئيسية لهذا الاستيطان هي الكثافة السكانية المنخفضة، وقد تطلب ذلك تقسيم الجزيرة إلى أحياء مجمعة معاً وقادرة على تحقيق الاستدامة ذاتياً من الناحية الاقتصادية، وهي ترتبط ببعضها البعض وبالأماكن الدينية والتجارية على الجزيرة عبر شبكة طرقية معقدة.
وقد نتج نمط الاستيطان البشري المميز في جربة من مزيج من العوامل البيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وهو يبين الطريقة التي عمل فيها السكان المحليون على تكييف أسلوب حياتهم مع ظروف بيئتهم الطبيعية الشحيحة المياه.
التراث الثقافي غير المادي في تونس
يشمل التراث الثقافي غير المادي الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات التي تمثل جزءاً من التراث الثقافي المتوارثة.
وتكمن أهمية التراث الثقافي الحي في المعارف والمهارات الغنية التي تنقل عبره من جيل إلى جيل والذي يسهم في تحقيق التماسك الاجتماعي بتحفيز الشعور بالهوية والانتماء.
عززت تونس موقعها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، بعد إقرار اللجنة الدولية الحكومية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادّي التابعة لمنظّمة اليونسكو لخمسة عناصر خلال السنوات الأخيرة وهي:
- المعارف والمهارات المرتبطة بفخار نساء سجنان (2018) ضمن ملف وطني.
- النخلة :ّالمعارفّ والمهاراتّ والتقاليدّ والممارسات (2019) ضمن ملف عربي مشترك.
- الكسكسي : المعارف والمهارات والطقوس (2020) ضمن ملف مغاربي مشترك.
- طرق الصيد بالشرفية (2020) ضمن ملف وطني.
- فنون الخط العربي: المهارات والمعارف (2021) ضمن ملف عربي مشترك