مسجد “سيدي صاحب الوقت”، أو الجامع الكبير كما يسمى في قفصة، تم تشييده خلال عهد الأغالبة في القرن التاسع الميلادي، مثلما تدل على ذلك لوحة رخامية على أحد جدرانه.
وأقيم المسجد على أنقاض كنيسة كما يتبين من رسوم صليب على أعمدة وتيجان بيت الصلاة مغطاة بمادة الجبس. و”ليس هناك تاريخ محدد بدقة لبناء هذا المسجد”، كما يقول الشيخ محمود بن المختار فاخت، إمام الجامع، مدير فرع التعليم الزيتوني في محافظة قفصة البالغ عدد سكانها نحو 337 ألف نسمة من أصل حوالى 11 مليون نسمة.
وتشغل قاعة الصلاة قرابة 60 متراً على 15 متراً، وخصص جزء منها كقاعة صلاة منفصلة للنساء وساحة خارجية تستغل صيفاً لأداء صلاة العشاء، والتراويح حيت يحل شهر رمضان في فصل الصيف.
ووفقاً لإمام المسجد، “يجمع المؤرخون على أن الجامع الكبير في قفصة هو ثالث أقدم جوامع أفريقيا بعد مسجدي عمرو بن العاص في القاهرة بمصر وعقبة بن نافع في مدينة القيروان التونسية”.
و”المسجد الكبير” في قفصة مصنف معلماً تاريخياً من قبل الدولة التونسية منذ 1 مارس/آذار 1915، بأمر من الباي (والي عثماني) محمد الناصر باي (حكم من 11 مايو/أيار 1906 إلى 8 يوليو/تموز 1922).
ومنذ تأسيس المسجد وضعت أمامه ساعة شمسية، وجاء منها اسم المسجد (سيدي صاحب الوقت)، ويستدل بهذه الساعة على توقيت الصلوات الخمس عبر خطوط العرض والطول التي أقيمت بهندسة رياضية.
ومن هذه الساعة جاءت تسمية المسجد بـ”سيدي صاحب الوقت”، وهي تسمية شعبية غير مدرجة في الدفاتر الرسمية، حيث كان المؤذن قديماً يحترم بدقة وصرامة التوقيت، فيؤذن حالما يدخل وقت الصلاة.
ويجمع مسؤولون في المعهد، تحدثوا للأناضول شريطة عدم نشر أسمائهم، على أنه “صار خطأ فادح في عملية الترميم، وكان يجب أن تقوم تحت إشراف مختصين، وليس تحت إشراف (شركات) مقاولات خاصة غير متخصصة في مثل هذه العمليات”.
وعلى مثل هذه الاتهامات وغيرها الكثير، يرد القائمون على معهد التراث في قفصة بأنهم ليسوا مسؤولين عن أي عمليات ترميم أو إهمال أصاب مسجد “سيدي صاحب الوقت” خلال الحكومات المتتالية في عهد بن علي (1987–2011).