in

التقويم الفلاحي في تونس

من الموروث الشعبي في تونس وشمال افريقيا قصة غيلان وحسابه للموسم الفلاحي. غيلان هو راعي ابل اختلف الناس في نسبته، قيل أنه أمازيغي وقيل

كان غيلان يرعى ابله شتاء في منطقة الوسط بالبلاد التونسية وخاصة ربوع قمودة التي تتميز باعتدال طقسها وخصوبة تربتها.

وضع غيلان حسابا دقيقا تضبط فيه أيام كل فصل من فصول السنة بكل دقة حيث تروي الأسطورة أن عدد من الخبراء في التقويم جاؤوه من المغرب الأقصى لمناقشته حول التقويم فأكرمهم وأحسن ضيافتهم لكن عند الفجر غادرهم، فاحتلب ناقة له ووضع حليبها في قربة وخرج لرعي الابل وعاد اليهم في المساء وأحتلب الناقة مرة أخرى ووضع حليبها في قربة اخرى، ولما لاحظ في وجوههم علامات الضجر قال لهم “سريع مطيع، مشيت في الشتاء جيت في الربيع” أي أنه غادرهم شتاء وعاد لهم في فصل الربيع، ثم مد لهم ابريقين من الحليب فلاحظوا فرقا واضحا في الحليبين

و أثبتت الرزنامة الفلاحية المعتمَدة في تونس و في الدول المجاورة لها في حوض البحر الأبيض المتوسط صحتها و دقتها على مر السنين. و تحدد هذه الرزنامة الفترات الحارة و الباردة في السنة. و حسب هذا التقويم فإن الأيام القادمة ستكون الأشد برودة في السنة و إليكم أهم محطاتها :

– من 25 ديسمبر إلى 13 جانفي : الليالي البيض : و تكون أيامها دافئة نسبيا ولياليها شديدة البرودة و قليلة الغيوم و السحب.

– من 14 جانفي إلى 2 فيفري : الليالي السود : و تكون أيامها شديدة البرودة و كثيرة الغيوم و السحب. ويغرس فيها الفلاحون كثيرا من الأشجار لأنها تنجح كثيرا في هذا الوقت عملا بالمثل الشعبي “في الليالي السود يشتد كل عود “

– من 3 فيفري إلى 13 فيفري : العزارة : و هي فترة تتراوح بين الدفء و شدة البرودة تشتدّ فيها التقلبات المناخية من رياح و أمطار و ثلوج و غيرها…

– من 14 فيفري إلى 19 فيفري : قرّة العنز : و تعرف بفترة ” فوّار ” و قد ارتبطت بقصة العنز التي انخدعت بهدوء الأجواء الطبيعية و ظنت أن الربيع قد حل و حذرها الفلاح من الخروج و قال لها : ” ردّ بالك من فوّار يرميلك قرونك وراء الدار. ” في إشارة إلى الموت بالصقيع. ولكنها خرجت و هلكت. و سُمّيت كذلك لأن جلد العنز رقيق و في هذه الفترة تموت كل عنزة مشاكسة في إشارة إلى ” تبرطيعة المعزة ” و العبرة من هذه القصة أن نأخذ حذرنا و نحتاط في هذه الفترة الباردة. 

بعد ذلك تبدأ الأجواء بالدفء نسبيا و ذلك ب :

– 20 فيفري : نزول جمرة الهواء

– 27 فيفري : نزول جمرة الماء  – 6 مارس : نزول جمرة الترابو لكنّ الحذر يبقى واجبا في هذه الفترة التي يحل فيها الحسوم من 10 إلى 17 مارس وهي أيام يكون الطقس فيها متقلّبا في اليوم الواحد بين الدفء و البرد وتشهد أمطارا ورياحا عاتية ..

و ينخدع الناس بالأجواء الربيعية التي تبدأ بالظهور و الحال أن البرودة و الأمطار مستمرّين إلى نهاية شهر أفريل الذي عرف ” بأفريل البوّال ” و المثل يقول : ” بعد الحسوم ب40 يوم مدّ كساك و عوم. “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

مجلة الإجراءات المدنية والتجارية

سوار الزيتوني – ويكيبيديا، أعمالها، حقائق ومعلومات