أخبار تونس

شابة تونسية تنجح في تربية الأسماك في قلب جبال الجنوب – صور

متحصلة على الماجستير من المعهد العالي للصيد البحري وتربية الأحياء المائية ببنزرت، درست وبحثت وقررت أن تخوض تجربة فريدة من نوعها في تونس وهي أن تربي السمك في معتمدية بني خداش من ولاية مدنين جنوب البلاد التونسية.

إنها كوثر الرجباني الشابة التي انطلقت في تطبيق فكرتها التي لطالما خامرتها والتي ارتبطت بموطنها، فقد قررت أن تأتي بالسمك ليعيش ويتكاثر في قلب سلسلة جبلية قاحلة تميزها قصورها البربرية التاريخية.

“مشروعي انطلق بتجربة لم أكن أعلم مصيرها خاصة وأن كل ما فعلته هو استغلال أرض أهلي الفلاحية والتي تحتوي على بئر عميقة وأحواض ماء من الإسمنت لسقي الأرض”، تقول كوثر .

وتضيف: “قررت أن أربي الأسماك في هذه الأحواض بعد أن حصلت على الموافقة من عائلتي. وقمت بشراء 1000 فرخ من الأسماك من المعهد العالي للبحوث والدراسات البحرية في بشيمة بالحامة من ولاية قابس من أجل إجراء تجربتي بعد أن قمت بتوفير المواد الغذائية التي اقتنيها أحيانًا وأصنعها بنفسي في حال توفرت لدي المواد الأولية”.

ظلت الشابة التونسية كوثر البرجاني تتنقل بين بنزرت وبني خداش لاستكمال دراستها من جهة ومواصلة تجربتها في تربية السمك في أحواض سقي الماء بأرض أهلها، واستطاعت أن تنجح في تربية سمك “البلطي” الذي يعيش في المياه العذبة مستعينة بأستاذها الدكتور محمد صالح عزازة المختص في هذا المجال والذي ساعدها كثيرًا في ذلك.

وتؤكد محدثتنا أن “هذا النوع من الأسماك يختلف تمامًا عن سمك الوادي  الذي لا يحبذه كثيرون”، مبينة أن “السمك الذي تتم تربيته في المياه العذبة لذيذ لأن نوعية الغذاء الذي يقدم له قائمة على مواد عضوية ممتازة، وهو سمك مدلل، على حد توصيفها، “بينما يقتات سمك الوادي من الطحالب ومن المياه الرائدة في الأودية وهو ما يجعل طعمها مكروهًا”، حسب تصورها.

ولجودة أسماكها بدأت الشابة التونسية تتلقى العروض لاقتناء منتوجها الذي يقدر بالأطنان وبدأت مشوارها من خلال تزويد المؤسسة العسكرية، وعبر صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دخلت كوثر الرجباني السوق عبر تلقي طلبات المشترين.

“أنا لا أقوم بتجميد الأسماك بل ابيعها طازجة وأعلن عبر صفحتي على فيسبوك عن موعد البيع وأستقبل الطلبات، وقد بدأ منتوجي يلقى الرواج والاستحسان من قبل الحرفاء”.

في المقابل، لا تخفي الشابة التونسية المتحصلة على الماجستير من المعهد العالي للصيد البحري وتربية الأحياء المائية المصاعب والعراقيل التي اعترضتها وتعترض كل الشباب الذين يحاولون خوض غمار المشاريع الخاصة.

“أكبر محبط ومعرقل لبعث المشاريع في تونس هو كثرة الوثائق المطلوبة والبيروقراطية المقيتة والمركزية”، تقول محدثتنا، مشيرة إلى أنها “تنتقل من بني خداش إلى العاصمة من أجل وثيقة وأن عددًا من المتخرجين الجدد الذين لا يملكون ثمن تذكرة التنقل ومصاريف الإقامة في العاصمة تتعطل أحلامهم من أجل هذه المصاريف وبسبب الأوراق المطلوبة والتي يزداد عددها في كل مرة عكس ما يروج في الإعلام من أن الدولة تسعى لتسهيل بعث المشاريع للشباب”، حسب تصريحها.

كما تؤكد كوثر البرجاني أن “القروض الممنوحة مضحكة أحيانًا فماذا يمكن أن تسهم به أربعة آلاف دينار في مشروع كمشروعي الذي يتطلب فيه بناء حوض لتربية السمك 20 ألف دينار؟”، على حد قولها.

وتطمح الشابة التونسية إلى توسيع مشروعها وكل ما تتمناه بعض التسهيلات والتشجيعات في مشروعها، مستطردة القول إنها تعتبر نفسها محظوظة لدعم أهلها لها، ومعبرة عن تضامنها مع الشباب الذين يحاولون جاهدين بعث مشاريع والعمل لحسابهم الخاص لكن التشجيعات منعدمة ولا يسمعون عنها إلا في وسائل الإعلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى