ظهر عدد من اللاعبين خلال مباريات الدور الأول من مونديال قطر 2022، بقناع أسود على الوجه، يحيط بمنطقة ما حول العينين والأنف، ما جعل البعض يتساءل حول سبب ارتدائهم له، وما فائدته.
وقناع الوجه هذا عبارة عن واقٍ، يرتديه اللاعبون خلال المباريات، في حال تعرّضهم لإصابات سابقة على مستوى الوجه، سواء كانت كسراً حول العين، أو عظام الخد، أو الأنف، من أجل تثبيت المنطقة المصابة خلال الحركة في الملعب.
قناع الوجه الواقي.. لكل إصابة قناعها الخاص
هناك أنواع مختلفة من الأقنعة الواقية للوجه، والتي يتم اختيارها حسب نوع الإصابة التي تعرّض لها اللاعب، إذ تعمل على تحقيق التوازن والحماية، والمساعدة على الرؤية لدى اللاعب.
ويُصمم كل قناع بشكل خاص للاعب الذي سوف يستعمله، عن طريق إخضاعه للأشعة المقطعية من طرف الطبيب المختص، لتحديد مكان الضرر، وخطورته، ثم تأتي مرحلة تحديد أبعاد الرأس بخاصية ثلاثية الأبعاد، وذلك لأنه لا توجد أقنعة تناسب جميع أشكال الوجه، والإصابات المختلفة.
وغالباً ما تُصنع هذه الأقنعة الواقية للوجه من ألياف الكربون، التي تعتبر قوية جداً، وخفيفة الوزن، وغير قابلة للكسر، الشيء الذي يساعد على تثبيت الأماكن المصابة في الوجه، دون إضافة ثقل إضافي عليه، إذ إن وزنها لا يتجاوز 65 غراماً.
العودة إلى الملاعب رغم الإصابة!
تساعد هذه الأقنعة اللاعبين على العودة إلى الملاعب، بالرغم من تعرّضهم لإصابة تمنعهم في العادة من المشاركة في المباريات، لعدة شهور.
وفي حال إصابة لاعب كرة القدم على مستوى الوجه، سواء تعلق الأمر بكسر حول العين، أو في الخد، أو الأنف، لا يُمنح إمكانية اللعب كمهاجم، وذلك من أجل حمايته من الاصطدامات المحتملة خلال اللعب.
إذ إنه غالباً ما يكون السبب وراء الكسور في الملاعب هو اصطدام اللاعبين ببعضهم ببعض.
كما أنه يمكن ارتداء هذه الأقنعة من أجل الوقاية، من طرف لاعبين سالمين، خوفاً من التعرض لأي نوع إصابات أو كسور خلال المباريات.
القناع الواقي للوجه في مونديال قطر 2022
وقد ظهر عدد من لاعبي المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2022، المقام في دولة قطر، بالقناع الواقي للوجه، وذلك بسبب تعرضهم سابقاً لإصابات، لذا يسعون إلى وقاية الوجه قبل الدخول إلى الملعب، من أجل عدم الغياب عن هذا الحدث الرياضي العالمي.
ومن بين اللاعبين الذين ظهروا بقناع الوجه الواقي، نجد لاعب المنتخب الكرواتي جوسكو غفارديول، البالغ من العمر 20 سنة، والذي يشارك لأول مرة في المونديال.
فقد ارتدى القناع الواقي للوجه، بعد تعرضه لتصادم مع زميل له خلال مباراة بين نادي “آر بي لايبزيغ”، الذي يلعب في صفوفه، ونادي “فرايبورج”، يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أي قبل أيام قليلة من بداية كأس العالم.
وقد تم تشخيص إصابة غفارديول بكسر على مستوى الأنف، ما اضطره لارتداء قناع حماية الوجه، ليتمكن من الانضمام إلى باقي لاعبي المنتخب الكرواتي، الذي لعب ضد المنتخب المغربي، خلال الدور الأول من البطولة.
فيما تمكن لاعب كوريا الجنوبية سونغ هيونغ ـ مين، من الانضمام إلى منتخب بلاده، للمشاركة في المباراة الأولى ضمن بطولة كأس العالم 2022، بالرغم من إصابته على مستوى الوجه.
إذ أكد مدرب المنتخب باولو بينتو، أن هيونغ ـ مين سيكون قادراً على ارتداء قميص بلاده، والمشاركة رفقة زملائه، في المباراة ضد منتخب الأوروغواي.
وكان اللاعب الكوري قد تعرّض لكسر في العظام حول العين قبل شهر من بداية المونديال، والتي خضع على أثرها لعملية جراحية، قادته لارتداء القناع من أجل حماية وجهه للتمكن من اللعب.
لاعبون ارتدوا القناع الواقي بسبب الكسور
ومن أبرز اللاعبين الذين اضطروا لارتداء القناع الواقي للوجه، في فترات مختلفة، لتتمكنوا من العودة إلى الملاعب، نجد قائد نادي البلوز جون تيري، الذي أصيب بكسر في عظام الوجنة، سنة 2007، خلال مباراة ضد نادي توتنهام الأمريكي.
وكذلك الظهير الأيمن للبلوز، البرتغالي باولو فيريرا، الذي اضطرته الإصابة في عظام الوجنة في مباراة فريقه أمام توتنهام الإنجليزي 2011، من قبل اللاعب غاريث بيل، لارتداء القناع في مبارياته الأخرى.
فيما أصيب اللاعب نجم التشيلي، فرناندو توريس، لكسر في الأنف خلال مباراة فريقه أمام ستيوا بوخارست الروماني في دوري أبطال أوروبا 2013، إثر تعرضه لضربة بقدم لاعب الفريق الخصم على مستوى وجه.